- برنامج المسح الأثري والتراثي للمحافظة يستقطب نخبة من خبراء وعلماء الآثار على المستوى المحلي والدولي
- إغلاق مدائن صالح والخريبة وجبل عكمة بصورة مؤقتة على أن يعاد افتتاحها في 2020.
ضمن المراحل الأساسية الأولية لعملية تطوير المخطط الاستراتيجي الشامل، أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا برنامجاً للمسح الأثري والتراثي في محافظة العلا. وتشهد مدائن صالح التي يعود تاريخها للحضارة النبطية، وأول موقع أثري سعودي يتم تسجيله في برنامج التراث الإنساني العالمي الذي تديره منظمة اليونسكو، مع بعض المواقع الأثرية الأخرى، إغلاقاً مؤقتاً حيث يقوم مجموعة من الخبراء وعلماء الآثار بإجراء بحوث ودراسات مهمة من أجل حماية هذه المواقع والحفاظ عليها وتطوير تجربة سياحية تراثية متميزة للزوار في المستقبل وبما يحقق تطلعات الهيئة، ومن المتوقع أن يُسمح للعامة بزيارتها في عام 2020 بعد اكتمال تقييمها وتأهيلها.
(Logo: https://mma.prnewswire.com/media/685112/Royal_Commission_for_Al_Ula_Logo.jpg )
(Photo: https://mma.prnewswire.com/media/685113/Al_Ula.jpg )
أنشئت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بموجب مرسوم ملكي بتاريخ ٢٦/١٠/١٤٣٨هـ الموافق يوليو 2017، للحفاظ على تراث وإرث محافظة العلا التي تتميز بمقوماتها الطبيعية والثقافية المتميزة. وقد شرعت الهيئة في تنفيذ خطة طويلة الأمد لتطوير المحافظة وتحقيق التحول المستدام وتعزيز مكانتها كإحدى الوجهات الأثرية والثقافية المهمة والنهوض بها لاستقبال الزوار من كافة أنحاء العالم. وتعمل الهيئة على تطوير وتنفيذ مبادرات مختلفة للنهوض بقطاعات الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والفنون والبيئة في المحافظة تماشياً مع أهداف رؤية 2030.
وتحتضن محافظة العلا مناظر خلابة للصحراء وتشكيلات صخرية متميزة ومجموعة من المواقع الأثرية البارزة في المنطقة مثل المواقع الخاصة بالحضارتين اللحيانية والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد. وتُعدُّ العلا من عجائب العالم العربي القديم وتقع ضمن حدودها الحجر، العاصمة الجنوبية لمملكة الأنباط.
تقنيات حديثة
تم توظيف أحدث المنهجيات والتقنيات في برنامج المسح الأثري والتراثي لمحافظة العلا، مثل المسح الجوي باستخدام تقنية LiDAR، والتقاط الصور باستخدام الطائرات الخفيفة والمروحيات والطائرات المسيّرة بدون طيار Drones، حيث سيقوم فريق يضم نخبة من خبراء وعلماء الآثار من مختلف أنحاء العالم، بقيادة الدكتورة ريبيكا فوت، عالمة الآثار في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بالتعاون مع فريق قسم الآثار من جامعة الملك سعود وعدد من طلاب القسم، بإجراء مسح وتوثيق للمواقع الأثرية في المحافظة ورسم خرائطها.
واستناداً إلى قدرة نظام LiDAR على تسجيل التضاريس وميزات الأراضي دون التأثر بالغطاء النباتي، سيتم تسجيل التفاصيل الكامنة بين بساتين النخيل في الواحة، في حين سيتولى فريق التصوير بالمروحيات مهمة توثيق المواقع البعيدة التي يصعب الوصول إليها.
وسيتم جمع النتائج في قاعدة بيانات تراثية خاصة (Arches) واستخدامها عبر الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بهدف وضع خطة كفيلة بالحفاظ على المزايا الفريدة للمنطقة ودراستها وتقييمها وتأهيلها.
يدعم برنامج المسح الأثري والتراثي لمحافظة العلا مهمة الهيئة في حماية وتطوير المواقع التراثية والتاريخية للمحافظة تحقيقاً للتحول المستدام ولتمكين الزوار المحليين والإقليميين والدوليين من التعرف على ثراء إرثها الثقافي والتاريخي والطبيعي، وعلى الحضارات العربية والقيم المحلية.
فريق مشترك من الخبراء المحليين والدوليين
تقع محافظة العُلا على مفترق طرق تاريخية، حيث شهدت تواجد عدد من الحضارات وشكلت تمازجاً وتبادلاً ثقافياً فيما بينها، حيث كانت ممراً لطرق السفر وتجارة البخور ونبات المرة منذ الألفية الأولى قبل الميلاد. وما زال يشكل التبادل المعرفي والثقافي جزءاً مهماً من هوية المحافظة ومخططاً لمستقبلها.
وبالاعتماد على منهجية تعاونية، تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بالشراكة مع فريق من علماء الآثار المحليين والدوليين، من ضمنهم فرق من المملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا على تنفيذ برنامج المسح الأثري والتراثي لمحافظة العُلا. وسعياً من الهيئة لتطوير الكفاءات وبناء القدرات والكوادر الوطنية المؤهلة لقيادة حركة التطور المستقبلية في محافظة العلا، يخضع مجموعة من طلاب جامعة الملك سعود لتدريبات ميدانية وفق أفضل الممارسات الدولية يشرف عليها خبراء وعلماء الآثار المشاركين في البرنامج.
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة ريبيكا فوت، مستشارة قسم التراث والآثار في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا:
“إطلاق برنامج المسح الأثري والتراثي لمحافظة العُلا يؤكد على التزامنا بحماية المواقع التراثية الاستثنائية في المحافظة للأجيال القادمة. وتراعي أعمالنا اتباع أفضل معايير الممارسات الدولية والاستفادة من بعض أكثر التقنيات تطوراً والموجودة حالياً. ومن هنا سيتح لنا الإغلاق المؤقت لبعض المواقع الأثرية مثل مدائن صالح فرصة لإجراء أعمال مهمة لتوثيق هذه المواقع التراثية، ورسم خرائطها ووضع تصوّر لماضيها وتقييمها وتأهيلها وتطبيق إجراءات الحماية المناسبة بشأنها”.
معلومات للمحررين
حول محافظة العُلا
يقع وادي العُلا على مسافة 1,100 كيلومتر من الرياض في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية؛ ويعتبر من الأماكن الاستثنائية الزاخرة بالتراث الطبيعي والإنساني. ويمتد الموقع على مساحة شاسعة تغطي 22,561 كيلومتر مربع، وتتضمن وادٍ من الواحات الخضراء، وجبالاً شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع ثقافية قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين إلى عهد الحضارتين اللحيانيّة والنبطية.
وتعتبر مدائن صالح بمثابة الموقع الأكثر شهرة في محافظة العُلا، وهي أول مواقع المملكة العربية السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وتمتد مدائن صالح على مساحة 52 هكتار، وكانت بمثابة المدينة الجنوبية الرئيسية من مملكة الأنباط وتتكون من أكثر من 100 مدفن محفوظة بشكل جيد مع واجهات متقنة تم اقتطاعها من نتوءات الحجر الرملي المحيطة بالمستوطنة الحضرية المسوّرة. وتشير الدراسات الحديثة إلى اعتبار مدائن صالح أقصى المواقع الجنوبية في الإمبراطورية الرومانية بعد انتصارهم على الأنباط في١٠٦ قبل الميلاد.
وبالإضافة إلى مدائن صالح، تعتبر العُلا موطناً لسلسلة من المواقع التاريخية والأثرية الرائعة مثل الخُريبة (دادان قديماً)، عاصمة المملكتين الددانيّة واللحيانيّة، والتي تعتبر اليوم واحدة من أكثر المدن تطوراً خلال الألفية الأولى قبل الميلاد ضمن شبه الجزيرة العربية، وآلاف الأمثلة عن الفنون الصخرية والنقوش القديمة، علاوة على محطات سكة حديد الحجاز.
حول ’الهيئة الملكية لمحافظة العُلا‘
تم إنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بموجب مرسوم ملكي بتاريخ ٢٦/١٠/١٤٣٨ه الموافق يوليو 2017، بهدف تطوير محافظة العلا على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية ومواقعها التراثية ومناظرها الطبيعية وتراثها الإنساني. وانطلقت الهيئة في تنفيذ خطتها على المدى الطويل لتطوير وتحقيق مسيرة تحوّل مهمة ومستدامة في المنطقة، والتأكيد على اعتبارها من أهم الوجهات الأثرية والثقافية في المملكة، وتهيئتها لاستقبال الزوار من شتى أنحاء العالم. وتتضمن الأعمال التطويرية التي يجري تخطيطها في الهيئة الملكية في محافظة العُلا مجموعة واسعة من المبادرات في مجالات الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والفنون، بما يعكس الالتزام الطموح بتعزيز السياحة في المملكة العربية السعودية، على النحو المبين في رؤية 2030